ولو – إسلام" منصة دينية للتأمل، للفهم، وللربط بين جوهر الدين وروح العصر" بالعربي Français English
Advertising

موقف علماء السنة من الصوفية

الجمعة 01 غشت 2025 - 14:27
موقف علماء السنة من الصوفية
Zoom

الصوفية تمثل أحد التيارات الروحية في الإسلام، وظهرت منذ القرون الأولى بعد عهد الصحابة، وتهدف بشكل رئيسي إلى تهذيب النفس، والتقرب إلى الله عبر الزهد، والتزكية، والتأمل الروحي. إلا أن مواقف علماء السنة من الصوفية لم تكن موحدة، بل تفاوتت بين الترحيب بما هو مشروع من طرقهم الروحية، والرفض لما خرج عن منهج الإسلام الصحيح.

الصوفية ومكانتها في التراث الإسلامي

الصوفية حركة روحية سعت إلى تطهير القلب من الشوائب المعنوية، والإبتعاد عن التشبث بالدنيا، والإتصال بالله بوسائل خاصة كالذكر، والعبادة، والزهد، والتأمل. وبرز في تاريخ الصوفية علماء كبار مثل الإمام "الجنيد"، و"ابن الفارض"، و"الجلاليين"، الذين حاولوا توضيح الطريق إلى معرفة الله بصدق وعمق.

مواقف علماء السنة

موقف العلماء الإيجابي 

كثير من علماء أهل السنة والجماعة، مثل الإمام "أحمد بن حنبل"، و"المالك"، و"الشافعي"، و"ابن تيمية"، و"ابن القيم"، رحبوا بالصوفية في جانبها الروحي الملتزم بالكتاب والسنة، ونبذوا الغلو والخرافات التي قد تشوب بعض الممارسات الصوفية. فهم يقدرون جانب الزهد والتقوى والذكر الذي يشتهر به الصوفية، ويرون أن التصوف في أصله منهج صالح يدعو إلى التزكية والقرب من الله.

التحذير من البدع والإنحرافات 

مع ذلك، كان العلماء يُحذّرون من بعض الممارسات التي خرجت عن منهج الإسلام السليم، مثل الإعتقاد بالإتحاد المطلق بين العبد وربه (وهي فكرة الغلو التي استنكرها العلماء)، أو الإستعانة بالأولياء بصورة مخالفة للشريعة، أو الدخول في مظاهر الشركية والبدع التي قد تظهر في بعض الطرق الصوفية.

موقف العلماء المعاصرون 

في العصر الحديث، ما زال علماء السنة يحثّون على تمييز الصوفية الصحيحة عن البدعية، وينصحون بالتمسك بالكتاب والسنة مع الزهد والتقوى، وينتقدون ما يرونه تجاوزات أو ضلالات. بعضهم يؤيدون التصوف باعتباره روحانية إسلامية أصيلة، بينما البعض الآخر ينتقدون الطرق التي تشوبها خرافات أو ممارسات غير شرعية.



إقــــرأ المزيد