-
15:23
-
11:17
-
10:14
-
08:55
-
15:17
-
13:58
-
09:32
-
08:45
-
15:17
تابعونا على فيسبوك
لماذا فضل الله الإنسان على الملائكة؟
يُعدّ تكريم الله للإنسان من أعظم الحقائق التي يبرزها القرآن الكريم، وقد تجلّى هذا التكريم في تفضيل الإنسان على الملائكة في مواضع متعددة، رغم ما عُرف عن الملائكة من طهارةٍ وطاعةٍ دائمة. ولا يعني هذا التفضيل أن الإنسان أفضل مطلقاً من كل الملائكة في كل حال، بل هو تفضيل قائم على خصائص ومسؤوليات جعلها الله في الإنسان دون غيره، فاستحق بها هذه المنزلة الرفيعة.
نعمة العقل والإختيار
من أعظم أسباب تفضيل الإنسان أن الله وهبه العقل، ومنحه حرية الإختيار بين الخير والشر. فالإنسان لا يطيع الله طاعة آلية، بل يختار الطاعة عن وعيٍ وإرادة، ويجاهد شهواته ونزعاته. أما الملائكة، فقد خلقهم الله على الطاعة المطلقة، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، فلا صراع لديهم بين الطاعة والمعصية. ومن هنا كانت طاعة الإنسان - مع وجود القدرة على المخالفة - أرفع قدراً وأعظم أجراً.
تحمّل الأمانة والمسؤولية
حمّل الله الإنسان الأمانة التي أشفقت منها السماوات والأرض والجبال، وهي أمانة التكليف والالتزام بأوامر الله ونواهيه. هذا التكليف يتطلب وعياً، وصبراً، وتحملاً للعواقب، وهو ما يدل على ثقة الله بالإنسان وقدرته على القيام بمسؤولية الخلافة في الأرض، وهي منزلة لم تُعطَ للملائكة.
العلم والتعلّم
عندما علّم الله آدم الأسماء كلها، وأظهر علمه أمام الملائكة، كان في ذلك إشارة واضحة إلى تميّز الإنسان بالقدرة على التعلّم، والإكتشاف، وتطوير المعرفة. فالإنسان مخلوق قابل للنمو العقلي والحضاري، ويستطيع تسخير ما في الكون بإذن الله، وهو ما يجعله أداة لإعمار الأرض وإقامة العدل فيها.
القرب من الله بالطاعة والجهاد النفسي
يبلغ الإنسان مراتب عالية عند الله إذا أحسن الطاعة، حتى يكون عند الله أفضل من كثير من الملائكة، لأنه يصل إلى هذه المنزلة عبر مجاهدة النفس، والصبر على الابتلاء، والتوبة بعد الخطأ. وهذا المسار الإيماني المتدرج يعكس عمق العلاقة بين العبد وربه، المبنية على الحب والخوف والرجاء.