ولو – إسلام" منصة دينية للتأمل، للفهم، وللربط بين جوهر الدين وروح العصر" بالعربي Français English
Advertising
Advertising

ما المقصود "ولمن خاف مقام ربه جنتان"؟

الأمس 08:27
ما المقصود "ولمن خاف مقام ربه جنتان"؟
بقلم: Sdik Fahd
Zoom

تبرز الآية الكريمة "وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ" من سورة الرحمن دلالة عميقة على تكريم الله تعالى لعباده المتقين، وتوجيههم إلى أعظم مقصد، وهو خشية الله المبنية على المعرفة والمحبة، لا على الخوف السلبي.

معنى "خاف مقام ربه"

المقصود بخوف المقام هو إدراك الإنسان أن الله مطّلع عليه، يراه ويسمعه، ويحاسبه على أعماله. فيكون خوفاً مقروناً بالوعي والمسؤولية، يدفع الإنسان لضبط سلوكه، والإلتزام بالطاعة، وترك المعاصي تعظيماً لله تعالى.

وهذا الخوف ليس رعباً، بل هو خشية تحمل في طياتها احترامًا لله، وشعوراً بالقرب منه، وحفظاً للنفس من الوقوع في ما يسيء إلى علاقتها بربها.

لمن هذا الوعد العظيم؟

الآية تجعل الوعد بالجنة مضاعفاً "جنتان" لمن امتلأ قلبه بخشية الله. والمعنى أن هذا الجزاء ليس لأي خوفٍ عابر، بل لمن:

- عرف الله حقاً فخاف مقامه.

- ضبط نفسه عند مواطن الشهوات.

- اختار الطاعة على المعصية رغم قدرته على اتجاه آخر.

- قدّم رضا الله على هوى النفس.

الحكمة في منح جنتين

ذكر العلماء أنّ تعدد الجنان يدل على عظمة الجزاء، وتنوّع النعيم، وارتفاع مقام أهل الخشية. وقد فسّر بعضهم الجنتين بأنهما:

- جنة للثواب على العمل الصالح.

- وجنة أخرى تفضّلاً من الله وزيادة في الكرامة.

وفسّر آخرون بأن كل واحدة منهما تحتوي من النعيم ما لا يخطر على بال بشر.

دلالة الآية في واقع الإنسان

الآية تمنح الإنسان طمأنينة قوية أن السلوك الأخلاقي، والنية الصادقة، والإلتزام بالحق، ليست مجرد قيم نظرية، بل لها جزاء مضاعف عند الله. كما أنها تربّي في النفس معنى الرقابة الذاتية؛ فخشية الله هي عماد الأخلاق حين يغيب الرقيب البشري.