ما هي الأشياء التي خلقها الله بيده؟

في العقيدة الإسلامية، يُعتبر الإيمان بأن الله هو الخالق الأوحد لكل شيء أساساً من أركان الإيمان. وقد أكد القرآن الكريم أن لله اليد في الخلق والتدبير، وأن كل ما في الكون قد خلقه بقدرته وعلمه، سواء كان محسوساً أو معنوياً. يُطلق على هذا المفهوم معنى الخلق الإلهي المباشر، ويتميز بأن الله تعالى خلقه بيده، ولم يخلقه بمادة موجودة مسبقاً.

خلق الله للإنسان بيده

أوضح مثال على ذلك هو خلق الإنسان. قال تعالى في سورة السجدة (7): "الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين". ويُذكر أن الإنسان خلق من طين ثم نفخ فيه من روحه بيد الله. هذا الفعل الإلهي يبرز عظمة الخالق ودقة صنعه، ويجعل الإنسان واعياً لقيمته وكرامته في الكون.

خلق الكون ومكوناته

خلق الله الكون وما فيه بقدرته المباشرة، بدءاً من السماوات والأرض، مروراً بالجبال والأنهار، وانتهاء بالكائنات الحية من نبات وحيوان. فالكون كله آيات على قدرة الله وعلمه وحكمته. قال تعالى في سورة الأنعام (101):"بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ۖ وَإِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ" ويعني ذلك أن الله يخلق الأشياء من العدم بإرادته، دون أن يكون له شريك أو وسيط.

خلق الأمور الغيبية

الأشياء التي خلقها الله بيده ليست محصورة في العالم المادي فقط، بل تشمل أيضاً الأمور الغيبية كالملائكة والجن والأقدار والأرواح. فالملائكة خُلِقوا من نور، والجن من نار، وكل ذلك خلق مباشر من الله.

آيات الخلق بيد الله

في القرآن الكريم، كثير من الآيات تشير إلى أن الله تعالى هو خالق كل شيء، ومنها قوله تعالى في سورة يونس (3): "إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الأمر". وهذا التأكيد يدل على أن الخلق الإلهي له يد مباشرة، وأن كل شيء تحت إرادة الله وتدبيره.