ولو – إسلام" منصة دينية للتأمل، للفهم، وللربط بين جوهر الدين وروح العصر" بالعربي Français English
Advertising
Advertising

ما هي الجنة التي سكنها آدم؟

14:37
ما هي الجنة التي سكنها آدم؟
بقلم: Sdik Fahd
Zoom

تُعدّ مسألة الجنة التي سكنها آدم عليه السلام من القضايا العقدية التي تناولها القرآن الكريم، واهتم بها علماء التفسير والكلام عبر العصور، لما تحمله من أبعاد إيمانية ومعرفية تتعلق ببداية الخلق وسنّة الإستخلاف في الأرض.

الجنة في النص القرآني

ورد في القرآن الكريم أن الله تعالى أسكن آدم وزوجه الجنة، كما في قوله تعالى: "وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ" (البقرة: 35). ويُفهم من ظاهر النص أن الجنة كانت مكاناً للنعيم، أباح الله فيه لآدم الأكل والشرب بحرية، باستثناء شجرة واحدة نُهي عن الإقتراب منها، ابتلاء واختباراً للطاعة.

هل هي جنة الخلد أم جنة أرضية؟

اختلف العلماء في تحديد طبيعة هذه الجنة على قولين رئيسيين:

الرأي الأول: أنها جنة الخلد (الجنة الأخروية)

وهو قول جمهور العلماء، استناداً إلى أن لفظ "الجنة" إذا أُطلق في القرآن غالباً ما يُراد به جنة الآخرة، إضافة إلى ما ورد من أوصاف النعيم فيها، وعدم وجود قرينة صريحة تصرف المعنى إلى غير ذلك. ويرى أصحاب هذا القول أن خروج آدم منها لا يتعارض مع كونها جنة الخلد، لأن الدخول كان على سبيل الإبتلاء لا الجزاء النهائي.

الرأي الثاني: أنها جنة أرضية أو جنة خاصة

ذهب بعض العلماء إلى أن الجنة التي سكنها آدم كانت في الأرض أو في موضعٍ خاص من الخلق، وليست جنة الخلد، بحجة أن جنة الآخرة لا يدخلها الشيطان، ولا يقع فيها تكليف أو نهي. إلا أن هذا الرأي يبقى أقل انتشاراً بين أهل العلم.

الحكمة من إسكان آدم الجنة

يرى العلماء أن إسكان آدم الجنة قبل إنزاله إلى الأرض يحمل حِكَماً عديدة، من أبرزها:

- تعريف الإنسان بأصل النعيم الذي خُلق له، ليكون ذلك دافعاً للطاعة والعمل الصالح.

- بيان أثر المعصية ونتائج مخالفة أمر الله.

- التأكيد على أن الإستخلاف في الأرض جاء بعد تجربة تربوية إيمانية.



إقــــرأ المزيد