ولو – إسلام" منصة دينية للتأمل، للفهم، وللربط بين جوهر الدين وروح العصر" بالعربي Français English
Advertising
Advertising

معنى التفاؤل بالخير

الاثنين 17 نونبر 2025 - 08:24
معنى التفاؤل بالخير
بقلم: Sdik Fahd
Zoom

يُعدّ التفاؤل بالخير من القيم الأساسية في الإسلام، قيمة تستمد قوتها من العقيدة ذاتها، ومن علاقة المؤمن بربه، ومن نظرته إلى الحياة والإنسان والكون. فالإسلام، في جوهره، دين يبعث الأمل، ويزرع الطمأنينة، ويرفع النفس من دوائر القلق واليأس إلى فضاءات الرجاء والثقة بوعد الله.

مفهوم التفاؤل بالخير

التفاؤل في الإسلام ليس مجرد إحساس نفسي أو حالة شعورية عابرة، بل هو ميلٌ واعٍ نحو توقع الخير، وحسن الظن بالله، والعمل من أجل تحقيق الأفضل. وهو بذلك سلوكٌ إيجابيٌّ قائم على الإيمان بأن ما عند الله خير، وأن تدبيره للخلق أرحم من تدبيرهم لأنفسهم.

ولا يعني التفاؤل إهمال الواقع أو تجاهل التحديات، بل هو طريقة في النظر إلى الأمور تجعل الإنسان يواجه الصعوبات بإرادة أقوى ونفس مطمئنة، لأنه يعلم أن العاقبة للخير، وأن بعد العسر يسراً.

التفاؤل في ضوء السنة النبوية

جاءت السنة النبوية لتؤكّد مكانة التفاؤل كمنهج تربوي، وفي هذا توجيه واضح إلى أن الكلام الطيب، والنوايا الحسنة، واستشراف الخير؛ كلها عناصر تُكوّن بيئة نفسية إيجابية ترفع الهمم وتوجّه القلوب نحو العمل والرجاء.

التفاؤل وحسن الظن بالله

يُعتبر حسن الظن بالله الركيزة الكبرى للتفاؤل. فالمؤمن المتفائل يوقن أن: الله رحيم بعباده؛ الأقدار، وإن خفيت حكمتها، فإنها تجري وفق علمٍ وحكمةٍ ورحمة؛ الفرج قد يأتي بعد لحظات الشدة؛ المستقبل يحمل من الخير ما يعجز العقل عن تصوره.

وقد جاء في الحديث القدسي: "أنا عند ظنِّ عبدي بي"، وهو تصريح إلهي بأن أبواب الخير تُفتح لمن يظن بربه خيراً، وأن التشاؤم سوء ظن يضيق به أفق الإنسان ويعطّل مسيرته.

الآثار النفسية والإجتماعية للتفاؤل

يؤثر التفاؤل بالخير في شخصية الفرد وفي المجتمع على حدّ سواء:

تقوية العزيمة: فالمتفائل أكثر قدرة على الصبر، وأشدّ إرادة في مواجهة العقبات.

تحسين الصحة النفسية: حيث يفتح التفاؤل مساحات واسعة للطمأنينة ويُخفف من التوتر والقلق.

تعزيز الإنتاجية: إذ يحرّض على العمل والثقة بالنجاح.

بناء العلاقات الإنسانية: فالمتفائل لطيف المعشر، يزرع السكينة في محيطه ويؤثر إيجابياً على الآخرين.

الإسهام في إصلاح المجتمع: لأن التفاؤل يخلق روح المبادرة والإصلاح بدل الإستسلام للفوضى واليأس.

التفاؤل بين الإيمان والعمل

التفاؤل في الإسلام ليس دعوة للإكتفاء بالأماني؛ بل هو إيمانٌ مقرون بالعمل. فالتفاؤل الحق هو الذي يدفع صاحبه إلى السعي، ويشحذ طاقته لتغيير الواقع نحو الأفضل، مسترشداً بقوله تعالى: "إِنَّ اللّٰهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ". فالإيمان بأن الخير قادم يجب أن يرافقه عمل لتحقيق هذا الخير، وأن تكون الخطوات العملية مواكبة للرجاء القلبي.



إقــــرأ المزيد