ولو – إسلام" منصة دينية للتأمل، للفهم، وللربط بين جوهر الدين وروح العصر" بالعربي Français English
Advertising
Advertising

هل ضعف المسلمين من علامات الساعة؟

الأربعاء 17 دجنبر 2025 - 13:54
هل ضعف المسلمين من علامات الساعة؟
بقلم: Sdik Fahd
Zoom

يُثار في كثير من النقاشات الفكرية والدعوية سؤالٌ مهم: هل ما يعيشه المسلمون اليوم من ضعف وتراجع حضاري وسياسي هو من علامات اقتراب الساعة؟. ويزداد هذا التساؤل حضوراً مع تصاعد الأزمات والصراعات، وتراجع دور الأمة في موازين القوة العالمية. 

مفهوم علامات الساعة في الإسلام

تنقسم علامات الساعة في العقيدة الإسلامية إلى علامات صغرى وعلامات كبرى.

العلامات الصغرى: هي أحداث ووقائع تظهر قبل قيام الساعة بزمن طويل، وقد يتكرر وقوع بعضها، مثل انتشار الفتن، وكثرة الظلم، وضعف التمسك بالدين.

العلامات الكبرى: وهي أحداث عظيمة تقع قبيل قيام الساعة مباشرة، كخروج الدجال ونزول عيسى عليه السلام.

ومن المهم التأكيد أن علامات الساعة ليست بالضرورة متتابعة زمنياً بدقة، بل قد يظهر بعضها ويختفي أو يتكرر.

ضعف المسلمين في ضوء النصوص الشرعية

ورد في السنة النبوية ما يشير إلى حالة من الضعف تصيب الأمة في بعض مراحل التاريخ، لا من حيث العدد، ولكن من حيث التأثير والهيبة. فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الأمم ستتداعى على المسلمين، وبيّن أن سبب ذلك ليس قلة العدد، بل حب الدنيا وكراهية الموت.

هذا الوصف لا يعني نهاية الأمة، وإنما مرحلة من مراحل الإبتلاء، إذ إن القرآن والسنة يؤكدان أن الأمة الإسلامية تمر بدورات من القوة والضعف، تبعًا لمدى تمسكها بقيمها.

هل ضعف المسلمين علامة حتمية على قرب الساعة؟

لا يمكن الجزم بأن ضعف المسلمين وحده دليل قاطع على قرب الساعة، وذلك لأسباب عدة:

التاريخ الإسلامي شهد فترات ضعف شديدة، ثم أعقبها نهوض قوي، كما حدث بعد الغزو المغولي.

الإبتلاء سنة إلهية، قال تعالى: "وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ".

قيام الساعة علمه عند الله وحده، ولا يملك البشر تحديد توقيتها بناءً على واقع سياسي أو اجتماعي معين.

وعليه، فإن ضعف المسلمين يمكن أن يُعد من مظاهر بعض العلامات الصغرى، لكنه ليس دليلاً حتمياً أو نهائياً على قرب الساعة.

بين الضعف والأمل

رغم ما يمر به المسلمون من ضعف، فإن النصوص الشرعية تبث الأمل، وتؤكد أن الحق لا يزول؛ والأمة لا تفنى؛ والتجديد سنة ماضية. وقد وعد الله بنصرة المؤمنين متى تحقق الإيمان والعمل الصالح.



إقــــرأ المزيد