-
10:25
-
09:11
-
08:38
-
10:19
-
09:34
-
08:52
-
14:28
-
11:03
-
09:15
تابعونا على فيسبوك
هل يجوز وصف المسلم بالنفاق؟
يُعدّ وصف المسلم بالنفاق من الأمور الدقيقة جداً في الدين الإسلامي، ويحتاج إلى فهم عميق للشريعة والحديث النبوي الكريم قبل الإقدام على مثل هذا الوصف. فالنفاق ليس مجرد صفة عابرة، بل هو حكم شرعي مرتبط بالقلب والأفعال، وله تبعات دينية كبيرة.
تعريف النفاق في الإسلام
النفاق يقصد به إظهار الإسلام وتركه قلبا، أو الإيمان الظاهري مع الكفر الباطني. وقد ذُكر النفاق في القرآن الكريم والحديث النبوي في مواضع متعددة، قال الله تعالى: "إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ" (النساء: 145). وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا عاهد أخلف، وإذا خاصم فجر".
حكم وصف المسلم بالنفاق
لا يجوز للمسلم أن يصف مسلماً آخر بالنفاق إلا إذا ثبت له بالدليل الشرعي القاطع أنه منافق ظاهري أو خبيث النية تجاه الدين. فالتسرع في إطلاق هذه الصفة على الآخرين يعتبر إثماً كبيراً لأنه يشمل حكماً على القلب، والله وحده يعلم ما في الصدور.
الفقهاء قسّموا النفاق إلى نوعين:
النفاق الأكبر: وهو الكفر الخفي، الذي يخرج صاحبه من ملة الإسلام، وهذا لا يظهر إلا بأدلة واضحة جداً.
النفاق الأصغر: وهو الظاهر في الأفعال، مثل الغش أو الخيانة، وقد يُذَم فاعله ولكنه لا يخرج من الملة.
التحذير من إطلاق صفة النفاق على الناس
من أخطر الأمور في وصف الآخرين بالنفاق:
- الوقوع في غضب الله بسبب التهم الباطلة.
- إشاعة الفتنة بين المسلمين.
- فقدان الألفة والمحبة بين الناس.
لذلك جاء التحذير في الحديث الشريف: "يا مَعْشَرَ مَن أسلم بلسانِهِ ولم يُفْضِ الإيمانُ إلى قلبِهِ، لا تُؤْذُوا المسلمينَ ولا تُعَيِّرُوهُمْ ولا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فإنه مَن تَتَبَّعَ عورةَ أخيه المسلمِ تَتَبَّعَ اللَّه عورَتَهُ، ومَن تَتَبَّعَ اللَّه عورته يَفْضَحْهُ ولو في جَوْفِ رَحْلِهِ".